Press Today

ليرتان في مهبّ الريح

غسان العياش- تختلف مواجهة الدولة للانهيار النقدي في تركيا اختلافاً جذرياً عن مواجهة الانهيار في لبنان. ففيما يرسم الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان أهدافاً استراتيجية لسياسة سعر الصرف ويسعى إلى تنفيذها بكلّ ما يملك من نفوذ وسلطة، فإنّ الرئيس ميشال عون ومعه حكومات عهده، إذا وُجدت، يقف متفرّجاً، وآسفاً، على تدهور قيمة الليرة اللبنانية، ولا يملك أيّة أهداف أو سياسات. لقد استأثرت العملتان اللبنانية والتركية خلال الأسبوع الماضي بتحليلات المحللين وتعليقات المعلّقين، أكثر من أيّ عملة أخرى في أسواق النقد. فالعملتان اللتان تسلكان خطّ التراجع المتسارع وتتسابقان على طريق الانهيار، هبطتا الأسبوع الماضي إلى مستويات تاريخية لم يسبق لأيّ منهما أن بلغتها قبل الآن. الانهيارات النقدية في البلدان التي تعتمد على الاستيراد تؤدّي إلى انفجار معدّلات التضخّم وتدمّر شروط الحياة للطبقات الوسطى والفقيرة. يشاهد اللبنانيون بالعين المجرّدة النتائج التضخّمية المروّعة لانهيار سعر صرف…